منتديات بحر العجائب


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات بحر العجائب
منتديات بحر العجائب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الى من يريد ان يفهم درس الشخص جيدا تتمة 2

اذهب الى الأسفل

الى من يريد ان يفهم درس الشخص جيدا تتمة 2 Empty الى من يريد ان يفهم درس الشخص جيدا تتمة 2

مُساهمة من طرف المدير السبت نوفمبر 21, 2009 8:50 pm

ماهو الأنا؟ عندما يطل إنسان من النافذة من أجل رؤية المارة، وإذا ما مررت أنا من أمام النافذة التي يطل منها ذاك الإنسان، فهل يمكنني أن أقول إن الذي يقف وراء النافذة إنما يقوم بذلك من أجل رؤيتي؟ كلا، لأنه لا يفكر فيّ أنا على وجه الخصوص. وذاك الذي يحب شخصا لجمال محياه، كل يحبه فعلا؟ كلا، لأن داء الجذري قد يقضى على جماله دون أن يقضي على شخصه مما قد يدفع بالشخص المحب إلى إعراضه عن الشخص المحبوب.
‏و إذا كنت أنا محبوبا بسبب سداد رأيي و قوة ذاكرتي، فهل أنا محبوب حقا؟ كلا، لأنني قد أفقد هاتين الصفتين، دون أن أفقد ذاتى. فأين هو إذن ذاك الأنا، إذا لم يكن موجودا لا في الجسم و لا في النفس؟ كيف يمكن إذن أن نحب الجسم أو النفس إن لم نكن نحبهما لتلك الصفات التي لا تشكل الأنا البتة ما دامت فانية. فهل نستطيع أن نحب، بصفة مجردة، جوهر النفس مهما كانت الصفات التي تسمها؟ إن هذا أمر غير ممكن و غير عادل. نحن إذن لانحب أحدا[في ذاته]، لكننا نحب صفاته فقط

بعد فحص إحتمالات وجود الذات في النفس أو الجسم، لايعثر باسكال على غير صفات عرضية زائلة، فيخلص إذن إلى أن وجود الذات وجود إشكالي وليس وجودا بديهيا كما يتراءى لأول وهلة،متسائلا: فأين هو إذن ذاك الأنا، إذا لم يكن موجودا لا في الجسم و لا في النفس؟ على هذا السؤال سيجيب الفيلسوف التجريبي دافيد هيوم : لاوجود للأنا في أي مكان!

لاوجود للأنا !
نص دافيد هيوم: "لاوجود للأنا !"


الى من يريد ان يفهم درس الشخص جيدا تتمة 2 Hintحول صاحب النص: دافيد هيوم فيلسوف تجريبي، لايعترف بغير الانطباعات الحسية مصدرا للأفكار، وفي هذا الإطار رفض إضفاء صفات الموضوعية والضرورية على فكرة السببية، وردها بعد التحليل إلى العادة.
من وجهة النظر التجريبية (لوك وهيوم) هناك نوعان لاغير من الحالات الشعورية أو محتويات الوعي: إحساسات بسيطة مباشرة وأفكار مشتقة أو مركبة منها.
إن مصوغات إنكار السببية هي نفسها مسوغات إنكار " الأنا". مثلما لا أعثر في الواقع سوى على حدثين يتكرر حدوث أحدهما بعد الآخر، كذلك، عندما أتأمل مايسمى بأناي، لاأعثر سوى على انطباعات مفردة كإحساس بالبرد او الحر، بالضوء أو الظل، بالحب أو الكراهية....


يعتقد بعض الفلاسفة أننا نكون في كل لحظة على وعي بما يسمى الأنا، وأننا نشعر بوجوده واستمرارية وجوده، واننا متيقنون من هويته وبساطته التامتين يقينا تفوق بداهته ما يمنحنا إياه البرهان، إن أقوى الاحساسات وأعنف الأهواء - في نظرهم - لاتصرفنا عن الوعي بالأنا ولا تزيده إلا قوة، ذلك أن اللذة و والألم اللذين يرافقان هذه الاحساسات إنما يوجهان انباهنا إلى تأثيرات تمارس على هذا الأنا. إن كل محاولة لتقديم دليل إضافي على هذا اليقين لن يؤدي سوى إلى إضعاف بداهته، لأن من المحال -في نظر هؤلاء الفلاسفة- إقامة دليل على واقعة نعيها بشكل حميمي، ولانستطيع أن نتيقين من أي شيء أخر لو لم نتيقن منها أولا
والواقع أن كل هذه الأطروحات تتناقض بالضبط مع التجارب التي تقدم لتبريرها، لأننا لانملك اي فكرة عن الأنا على النحو الذي قدموه
حسنا، ماهو بالضبط الانطباع الحسي المولد لهذه الفكرة؟ من الصعب تجنب التناقض والحيرة أثناء الجواب على هذا السؤال. ولكن لامفر من التصدي لهذا السؤال من أجل أن تغدو فكرة الأنا واضحة ومفهومة.
لكي تكون فكرة ما واقعية، فلابد أن تشتق من انطباع حسي ما، لكن الأنا أو الشخص ليس انطباعا حسيا مفردا، بل هو ماتنسب إليه مختلف الانطباعات. فإذا وجد انطباع حسي مولد لفكرة "الأنا" فلابد أن يتصف هذا الانطباع بنفس صفات الأنا وهي الثبات والاستمرارية طيلة حياتنا، والحال أنه لاوجود لانطباع مستمر وثابت: إن الألم واللذة، الفرح والحزن، الأهواء والاحساسات، تتعاقي ولاتوجد أبدا متزامنة مجتمعة. وعليه ففكرة الأنا لايمكن ان تتولد عن هذه الانطباعات ولاعن أي إنطباع آخر، ومن ثم فلا وجود لمثل هذه الفكرة واقعيا.
عندما أجهد نفسي لاستبطان هذا الأنا، لاأعثر دائما سوى على هذا الانطباع أو ذاك: على احساس بالبرد او الحر، بالضوء أو الظلام، بالحب أو الكراهية، بالألم أو اللذة. أي انني لاأستطيع ان اتصور نفسي إلا مقرونة بادراك ما، ولا أظفر بغير هذا الإدراك.
عندما يغيب الإدراك لمدة معينةكما في النوم العميق، فإنني لاأعي ذاتي. بل أستطيع القول وبكل صواب أنني غير موجود


ب- الذاكرة والهوية الشخصية

br>
<td>الى من يريد ان يفهم درس الشخص جيدا تتمة 2 Thinkوضعية مشكلة:لو خيرنا شخصا بين قتله ومسح ذاكرته مسحا تاما كاملا وإذا افترضنا أن الوظائف الحسية الحركية كالمشي واقفا وتجنب مصادر الخطر، ومهارة الإمساك بالملعقة والوظائف الاجتماعية الدنيا كستر العورة... قد بقيت سالمة، لاختار مسح الذاكرة، رغم أن النتيجة في كلتا الحالتين واحدةكيف ولماذا؟وما رأيك وتعليقك على الجواب التالي؟إن مسح ذاكرته كقتله سواء بسواء، في كلتا الحالتين ينتهى الشخص الأول ولا يعود له أي وجود! لم يعد نفس الشخص إلا بالنسبة للغير، أما بالنسبة لإدراكه هو لذاته، فإنه لايعرف حتى من هو! ولا ماذا يفعل في هذا المكان بالضبط! عليه أن يتعلم كل شيء من جديد بدءا من اللغة و أسماء أيام الأسبوع وصولا إلى الدين والمعتقد،
الى من يريد ان يفهم درس الشخص جيدا تتمة 2 Amnesie
تريد هوية جديدة؟ تفضل هذه ذاكرة جديدة !
لم تعد أنت هو أنت!
يميزابن سينا بين بين عنصر متغير ومتحلل هو الجسم وعنصر ثابت مستمر هو النفس، بيد أن هذه الاستمرارية لاتحضر إلا من خلال فعل التذكر وملكة الذاكرة
يقول الشيخ الرئيس:

" تأمل أيها العاقل أنك اليوم في نفسك هو الذي كان موجودا جميع عمرك حتى إنك تتذكر كثيرا مما جرى من أحوالك، فأنت إذن ثابت مستمر لاشك في ذلك وبدنك وأجزاؤه ليس ثابتا مستمرا بل هو أبدا في التحلل والإنتقاص..."
والواقع أن ابن سينا يشير هنا إلى ظاهرة "الوعي بالذات" التي تصاحب مختلف حالات الوجود البشري بحيث تمنح الفرد شعورا بهويته وأناه وبثباتها.ويتجلى هذا واضحا في شعور الفرد داخلياً وعبر حياته باستمرار وحدة شخصيته وهويتها وثباتها ضمن الظروف المتعددة التي تمر بها، كما يظهر بوضوح في وحدة الخبرة التي يمر بها في الحاضر واستمرار اتصالها مع الخبرة الماضية التي كان يمر بها.
إذا كانت الذاكرة هي مايعطي لشعور الشخص بأناه وبهويته مادتهما الخام، فإن امتداد هذه الهوية في الزمان، كما يلاحظ جون لوك، مرهون باتساع أو تقلص مدى الذكريات التي يستطيع الفكر أن يطالها الآن: وبعبارة أخرى إنني الآن هو نفسه الذي كان ماضيا وصاحب هذا الفعل الماضي هو نفس الشخص الذي يستحضره الآن في ذاكرته.
لهذا السبب، وعندما يتساءل برغسون عن ماهية الوعي المصاحب لجميع عمليات تفكيرنا، يجيب ببساطة: إن الوعي ذاكرة، يوجد بوجودها ويتلف بتلفها:

نص برغسون: "الوعي ذاكرة"


إن من يقول فكرا يقول قبل كل شيء وعيا. لكن ما الوعي؟ إنك تعتقد تماعا أنني لن أعرف شيئأ يتسم بمثل هذا الطابع الملموس وبمثل هذا الحضور الدائم في تجربة كل واحد منا. ولكن أستطيع دون اعطاء تحديد للوعي أقل وضوحا منه، أن أميزه بأكثر سماته بروزا:
يعني الوعي قبل كل شيء الذاكرة. قد تفتقر الذاكرة إلى الاتساع، وقد لا تشمل ‏إلا قسما من الماضي، وقد لا تحفظ إلا ما حصل من قريب. ولكن الذاكرة تكون موجودة ء وإلا فلن يكون الوعي موجودا فيها. فالوعي الذي لا يحفظ شيئا من ماضيه، وينسى ذاته باستمرار يتلف تم يعود في كل لحظة...
إن كل وعي هو ذاكرة أي احتفاظ بالماضي وتراكم في الحاضر. ولكن ‏كل وعي هو استباق للمستقبل. انظر إلى توجهك في أية لحظة، وستجد ‏أنه يهتم بما هو قائم، لكن من أجل ماسوف يكون، إن الانتباه انتظار، ولا يوجد وعي بدون انتباه لحياة المستقبل. إنه يوجد هناك، وهو يدعونا، بل إنه يجرنا إليه. وهذا الجر الذي لا ينقطع، يجعلنا نتقدم على طريق الزمن، هو أيضا دافع يدفعنا إلى التحرك باستمرار، وكل عمل هو استشراف للمستقبل. . .لنقل إذن، إن شئتم ألوعي هو وصل بين ما كان وها سيكون، بين ألماضي والمستقبل. ‏هزي برغسون، الطاقة الروحية، المطابع الجامعية الفرنسية 1985 ص: 4 ‏- 5
ج- دور الغير في تشكيل الهوية الذاتية:
ومن الجدير بالذكر أن الوعي بالذات على هذا النحو الأرقى ليس مقدرة غريزية او إشراقا فجائيا، بل هو مسلسل تدريجي بطيء يمر أولا عبر إدراك وحدة الجسم الذي ينفصل به الكائن عما عداه، وعبر العلاقة مع الغير.

<td>الى من يريد ان يفهم درس الشخص جيدا تتمة 2 Moi_autrui
بقدر مانشير إلى الطفل باستمرار ونخاطبه مستعملين ضمير "أنت"، بقدر مانلفت انتباهه إلى كينونته المستقلة، وندفعه، بشكل غير مباشر، لاستعمال ضمير "أنا"

II-الشخص بوصفه قيمة


استشكالات أولية:
مالذي يؤسس البعد القيمي-الأخلاقي للشخص؟ وهل يمكن فلسفيا تبرير الاحترام والكرامة الواجبة بشكل مطلق للشخص البشري ؟ وما علاقة ذلك بمسؤوليته والتزامه كذات عاقلة وحرة تنسب إليها مسؤولية افعالها ؟

الى من يريد ان يفهم درس الشخص جيدا تتمة 2 Thinkوضعية مشكلة:لماذا يقول القرآن الكريم في سورة المائدة آية 32 : " أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"
ولماذا توصف بعض الجرائم بعبارة جرائم ضذ الإنسانية رغم أنها لم تستهدف ولم يذهب ضحيتها سوى عدد محدد من الناس قد يقل أو يكثر؟ وماهي بالضبط هذه الجرائم؟
يستفاد من المحورين السابقين أن الفرد وبشكل مجرد سابق على كل تعيين - أي وقبل أن يتحدد بطول قامته أو لون عينيه او مزاجه أو ثروته- هو ذات مفكرة، عاقلة، واعية قوامها الأنا الذي يمثل جوهرها البسيط الثابت ، بغض النظر عن الاختلاف القائم بين الفلاسفة حول طبيعة هذا الأنا وعلاقته بالجسد والانطباعات الحسية والذاكرة...
ولكن مافائدة هذا التجريد النظري على المستوى العملي؟ هل يمكن أن نرتب عليه نتائج أخلاقية ملموسة؟ انطلاقا من هذا التجريد، ذهب كانط بأن الإنسان هو أكثر من مجرد معطى طبيعي، إنه ذات لعقل عملي أخلاقي يستمد منه كرامة أي قيمة داخلية مطلقة تتجاوز كل تقويم أو سعر. مادم هذا العقل ومقتضياته كونيا، فإن الأنسانية جمعاء تجثم بداخل كل فرد مما يستوجب معاملته كغاية لاكوسيلة والنظر إليه كما لو كان عينة تختزل الإنسانية جمعاء.

نص إيمانويل كانط: "العقل أساس كرامة الشخص وقيمته المطلقة"


‏يعتبر الإنسان داخل نظام الطبيعة (كظاهرة من ظواهر الطبيعة وكحيوان عاقل) غير ذي أهمية قصوى : إذ أنه يمتلك مع مجموع الحيوانات الأخرى - بوصفها منتوجات للارض - قيمة مبتذلة. لكن ما جعله - إضافة إلى امتلاكه ملكة الفهم - يسمو على جميع الكائنات الأخرى هو كونه قادرا على تحديد غايات لنفسه لا يكسب بذلك إلا قيمة خارجية نفعيه، هذا بالرغم من كوننا قادرين على تفضيل هذا الإنسان عن ذاك (وكأننا أمام تجارة للبشر). الأمر الذي يؤدي بنا إلى القول أن الإنسان يقوم بسعر وكأنه بضاعة داخل تجارة للبشر منظورا إليهم من زاوية الحيوان أو الأشياء، لكن سعره ذاك يظل أقل قيمة من قيمة متوسط العملة السائدة والتي تؤخذ كقيمة عليا . .
لكن عندما نعتبره كشخص، أي كذات لعقل أخلاقي عملي، سنجده يتجاوز كل سعر. وبالفعل لا يمكن أن تقدره - بوصفه كذلك أي بوصفه شيئا في ذاته - فقط كوسيلة لتحقيق غايات الآخرين أووسيلة لتحقيق غاياته الخاصة بل يمكن تقديره كغاية في ذاته وهذا معنى أنه يمتلك كرامة (وهي قيمة داخلية مطلقة). وبامتلاكه لهذه القيمة يرغم كل الكائنات العاقلة الأخرى على احترام ذاته ويتمكن من مقارنة ذاته بكل مخلوقات نوعه، ويتبادل معها نفس الاحترام على أساس قاعدة المساوا ة. .
‏وهكذا تكون الإنسانية التي تجثم في شخصه موضوع احترام يمكنه أن يلزم به كل الآخرين. ولن يستطيع أي إنسان أن يحرم نفسه منه أو أن يتخلى عنه (..) .
‏وهذا يعني أنه لا ينبغي عليه أن يبحث عن غايته - وهذا من واجباته - بطريقة منحطة (...) ولا ينبغي عليه أن يتخلى عن كرامته، بل يجب عليه دائما أن يحافظ على الوعي بالخاصية السامية لتكوينه الأخلاقي الذي يدخل ضمن مفهوم الفضيلة، .
‏إن هذا الاحترام للذات إذن هوواجب على كل إنسان تجاه نفسه.
‏إ . كانط، ميتافيزيقا الأخلاق - الجزء الثاني، فران ، ص 109-108.
(مقتطف من الكتاب المدرسي -السنة الثانية-الشعبة الأدبية الطبعة الأولى 1996)


كتب كانط هذه الأفكار في "أسس ميتافيزيقا الأخلاق" في القرن الثامن عشر .صحيح أن القرن العشرين قد شهد تحسنا كبيرا للشرط البشري مقارنة مع قرن الأنوار: إلغاء الرق، التخفيف من الميز ضد النساء...، بيد أنه عرف أيضا أهوال حربين عالميتين جسدتا واقعيا فكرة الدمار الشامل، إنضافت إليهما حروب محلية شهدت أبشع أنواع التطهير العرقي ومعسكرات الاعتقال... مما جعل التأمل الفلسفي يعاود مجددا طرح السؤال حول حرمة الكائن البشري وسلامته الجسدية وبالخصوص حقه في عدم التعرض للأذى، مثلما نرى في النص التالي لطوم ريغان

نص توم ريغان: "ليست الكائنات البشرية أحياء فحسب، إنهم يمتلكون حياة"
المدير
المدير
المدير

عدد المساهمات : 310
نقاط : 1912
تاريخ التسجيل : 05/06/2009
العمر : 34
الموقع : المغرب

https://arabh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى