محكمة الاعضاء...بقلمى جوبا..

من طرف **donia** الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 3:02 pm

السّـلام عليْـكم و رحمة الله تَعالى وَ بركَاته ..

محكمة الاعضاء...بقلمى جوبا.. Jewelsfasel8

الزمان: الوقت الراهن.

المكان: جسد واحد.

الحدث: محاكمة.

اثر خلاف حاد نشب بين "البنكرياس" و"الطحال"
تقرر عقد جلسة طارئة
يحضرها جميع الاعضاء لمتابعة تداعيات الموقف وفض النزاع..
وبعد جذب وشد تقرر ان يرأس الجلسة"العقل"
على ان يعاونه فى ذلك
"القلب"...
كان الضجيج مرتفعا فى القاعة مما اضطر "القلب"
ان يرفع صوته حتى يسمعه
الجميع مناديا:
ايها السادة الاعضاء قد علمتم سبب وجودنا هنا.
ونحن نأمل ان ينتهى هذا الخلاف
بسلام ويعود الحب والوئام مرة اخرى.
واستطرد قائلا:
فالرجاء التزام الهدوء..
نهض "اللسان" وتنحنح وقبل ان يتحدث سمع جلبة فى اخر القاعة فألتفت
والتفت معه بقية الاعضاء فوجدوا "الرئتان"
تحاولان الجلوس متجاورتين
مما ضايق بعض الاعضاء وكانتا قد حضرتا متأخرتين.
فرمقهما "القلب" بنظرة صارمة.مما دفع احداهما ان تقول فى خجل:
معذرة على التأخر.
فرددت الاخرى وبنفس النبرة:
معذرة على التأخر.
فأشار اليهما "القلب" براحته اشارة خفية ان اجلسا.
نظر "القلب"الى "اللسان" وقال:
تفضل..
كان "اللسان" لايزال على وضعيته فخرج من مكانه وتمشى
فى بطئ
عاقدا كفيه خلف ظهره مطرقا الى الارض
ثم رفع وجهه وقال:
سيدى .ان ما قد حدث امرا مؤسف حقا.
وهو ازمة حقيقية يجب
ان نقف فيها وقفة حازمة تجنبا للتداعيات وخوفا من الفرقة.
ثم التفت الى "البنكرياس" واشار اليه قائلا
فى طريقة مسرحية:
ان هذا العضو قد تطاول على زميله.واهانه وسبه علنا.
ثم ادار وجهه الى المنصة وشبك اصابعه امام وجهه
متسطرا بنفس اللهجة
المسرحية:
والادلة مثبته ومدمغة بالبراهين التى لا تدحص..
ثم استطرد فى حزم:
لذا اطالب بتوقيع اقسى عقوبة ..وشكرا.
انهى اللسان كلامه واستدار متجها الى مقعده وهو يومئ برأسه الى
"الطحال" الذى ابتسم بدوره.
داعب "العقل" ملف ضخم موضوع امامه ثم قال فى هدوء:
الدفاع..
كان ارتباك "الزائدة الدودية" واضحا وهى تحاول جمع بعض الاوراق امامها.
وكلما جمعت شئ سقط منها شئ اخر مما دفع الاعضاء فى القاعة الى
الضحك فى سخرية والتصايح فأشار اليهم "العقل" بألتزام الصمت
وخاطب "الزائدة الدودية" قائلا:
هل انت مستعدة..؟
عدلت "الزائدة الدودية" النظارة الضخمة التى تلتهم معظم وجهها وابتسمت
فى خجل وقالت: نعم سيدى.
سعلت مرتين بطريقة بدت مفتعله وغطت
فمها بمنديل تمسكه بيدها.
ثم رفعت رأسها وقالت بصوت مبحوح منخفض:
سيدى العقل.
فأشار اليها العقل بيده ما معناه ان ترفع صوتها.
انطلقت مرة اخرى موجة من الضحك والسخرية.
فأغلقت عيناها واخذت نفسا عميقا كأنما تستجمع
شجاعتها ثم فتحت عيناها فى قوة وقالت:
سيدى العقل.نعلم جميعا ان موكلى ليس بمخطئ
وانه كان فى حالة دفاع مشروع عن النفس بعدما تهجم
عليه العضو الاخر واهانه وحقر من شانه.
ثم التفتت الى "الطحال" وقالت فى حنق:
حتى انه مكروه من الجميع سيدى.
وهنا نهض "اللسان" وضرب السطح الخشبى امامه بقوة
قائلا:
احتج.ثم تابع فى لهجة ساخرة:
ومن انت حتى تتحدثى بلسان الجميع.!؟
انت تافهه يا عزيزتى.ثم هز كتفيه وقال فى تهكم:
حتى اننى لا اعلم لك فائدة من عدمه..
وفجأة وثب " القولون العصبى" فوق المقاعد محاولا ان يمسك بتلابيب
"اللسان" الذى اجفل وتراجع الى الوراء ولكن تدخل بعض الاعضاء حال بين
"اللسان " و "القولون العصبى" الذى صرخ فى غضب:
دعها وشأنها..
وبعد ان نجح الاعضاء فى اعادة "القولون العصبى " الى مقعده
تملمت "المعدة" وعدلت كرشها المنتفخ امامها وهى تقول فى ضجر:
متى ينتهى كل هذا..؟
فرددت الرئتين من خلفها:
متى ينتهى كل هذا.؟
فنظرت "الغددد الليمفاوية" الى المعدة بطرف عينها وقالت فى استخفاف:
كسولة...
فألتفتت اليها "المعدة" وقالت فى استهجان:
من تقصدين..؟
وكاد ان ينشب شجار حاد لولا ان دق "القلب"
دقات متتالية بمطرقته وقال فى هدوء:
الرجاء التزام الهدوء...
نهض "اللسان" قائلا:
سيدى لدى ما يث...
"انت ثرثار"..قاطعته هذه الجملة فألتفت الى
الخلف فوقعت عيناه على
"المرارة "ترمقه فى مقت.
فأستدار اليها استدارة كاملة وهو يقول فى عصبية متهكمة:
حقا...!! وماذا تكونين انت.؟!
قطعة الحلوى فى هذا الجسد...!!
وعلى الفور تباينت الاصوات فى القاعة ما بين ضحك واستهجان.
فنهضت "الامعاء الدقيقة" تجمع اطرافها
وقالت فى صوت حاد رفيع:
نحن اخوة .هذا لا يجوز..
فرددت "الرئتان":
هذا لا يجوز..
كورت "كرات الدم البيضاء" قبضتها لتضرب بها
راحة يدها الاخرى وهى تقول:
وما الذى يجوز...؟
فوكزتها "كرات الدم الحمراء" فى الخفاء وقالت بصوت منخفض:
تذكر لا شأن لنا بهذا الامر..
كان" الكبد" يستند الى عكازه مطرقا الى الارض
وتمتم فى خفوت:
يال الخسارة..
وفى خلسة قذفت "المثانة" صاروخ ورقى
كانت تلهو به
ليرتطم بظهر "الحالب" الذى استدار فى غضب قائلا:
من الذى ...
قاطعه ان تقدم اللسان بخطوات حازمة الى المنصة ممسكا بدوسيه
وقدمه الى العقل قائلا فى ثقة:
سيدى.كل شئ مدون هنا ومقرون بالادلة.
ولكن ما حدث كان مفاجئ .
مفاجئ بكل المقاييس.
التقط العقل الملف وطوحه بأمتداد ذراعه
ووقف وضرب المنصة امامه بكلتا قبضتيه وقال بصوت هادر:
كفى...
تناثرت الاوراق فى كل مكان وكانت تهوى فى بطئ وشكلت مع صدى الصوت
مشهدا رهيبا.للحظات خيم الصمت على القاعة وعلى الوجوه .كان الجميع مندهشا
ينظرون الى العقل فى ذهول ولكن احدا لم ينبس ببنت شفتيه
ومع ملامسة اخر ورقة ارضية القاعة تحدث العقل فى صوت قوى جهور:
ماذا دهاكم..؟!
ماذا حدث لكم.؟!
انظروا الى انفسكم..نسب بعضنا البعض.وكل منا فى وادى..نتطاول على بعضنا البعض.
ولا احد يبالى.بأسنا بيننا شديد..
الا تعقلون.؟!..الا تفهمون.؟!..الا تستحون.؟!
ماذا دهاكم..؟!!!!
صمت العقل ومع صمته خيم على القاعة صمتا ثقيل.
رفع العقل ذراعه على استقامتها وأشار الى اخر القاعة وهو يقول:
انظروا...
ومع اشارته استدار الجميع الى مؤخرة القاعة ليفاجئوا بشخص متشح بالسواد
ساكن.جامد.لا يتحرك وكانه حتى لا يتنفس..وقد جلس فى هدوء تحيط به هالة غريبة من الظلام
كانها موجودة فقط فى تلك البقعة.
لم يتبينوا ملامحه وان كانوا جميعا استشعروا مدى قبحه ودمامته.
كان الاعضاء يتعجبون.! كيف لم يلحظوه.!
بعضهم تذكر انه شاهده اثناء دخوله وبعضهم تذكر واقعة له معه.
وبعضهم كان يحاول اعتصار ذاكرته فى محاولة مستميته ليتذكر اين رأه ومن يكون.
قطع العقل سيل تلك الافكار المتدفقة قائلا فى صوت رخيم عميق:
انه هنا..
بعضكم لا يعرفه.
وبعضكم لا يعرفه.
بعضكم لا يذكره.
وبعضكم يعرفه جيدا..
لكنه هنا.
يتغير.يتلون..
يتحور.يتبدل..
لكنه هنا..
يخطط..ويرتب.
وينتظر الفرصة..
ولا شئ يسعده اكثر من ان نمزق بعضنا بعضا
فيسقط هذا الجسد فى يده .كما يخطط ويريد..
ثم تابع العقل فى لهفة لا تخلو من مرارة:
انه هنا..
فماذا انتم فاعلون....؟؟؟!!!

كلام من نفسى وقلته ومش اسف عــ الازعاج

جــــ وبا